Monday, October 21, 2013

بس اشتقلوا بركض بتفرّج عليه


“بحس حالي عم اتفرّج على حلم حلو كتير وبس اشتقلوا بركض على الغرفة وبتفرّج عليه”، هكذا كانت أسمى ردات الفعل التي سمعتها تنطق من شفاه فتاة صغيرة وهي لا تتعدى سنواتها السبع هناك حيث التقينا في دار الرجاء في الكحالة.
بالعودة إلى البداية، حيث انطلقت رحلتنا في “أي ليف آرت” نحو دار الرجاء في الكحالة قبل بضعة أسابيع عندما قررنا تقديم عيدية شهر رمضان الكريم إلى الأطفال في مهجع الفتيان. طبعنا نقاء الشمس وهي تدرّ علينا آخر نفحات الصيف عند الغسق تاركة خلفها لوحة سرمدية صفراء وبرتقالية اللون وهي تحتضن فتى يقرأ في كتابه فوق هضبة هانئة.
Image
يومئذن؛ اكتنفت أعين الفتية أحلام شبابية ورؤيا مستقبل ملوؤه النجاح والأمل. تعلّموا معنا دمج الألوان وأبدعوا في تقديم توليفات خاصة بهم على ورق وحملوها إلى أسرّتهم هدية منهم لأنفسهم.
كان شعرونا مغموراً بالسعادة أكثر من أي عملٍ آخر؛ إذ أن هدية العيد تلك بالنسبة إلينا كانت أرقى من أي عمل آخر يمكن أن نقدّمه لهؤلاء الفتية. لم تحتج الرحلة إلى بيت الرجاء تحفيزاً كبيراً لنعاود الكرّة؛ غير أن الزيارة هذه المرة استهدفت مهجع الفتيات.
اخترنا هذه المرة عالماً من التألق والنجوم حيث تندمج الأحلام مع الأمنيات ويزرع الأمل بريق الحياة في أعين الجميع. كنا نشكّل مع الفتيات قفير نحلٍ متكامل من مختلف الأعمار. فتيات تختصر رونق التنميق بالريشة وأخريات تتعلّمن تقنيات استخدام الإسفنج في الرسم؛ في حين تجمهر الباقين؛ من فتية وفتيات، حولنا محاولين اكتشاف اللوحة التي سنهديها للفتيات هذه المرة.
متعة النشاط انشطرت إلى روح متنقلة بين الجميع في تحدًّ عمن يمتلك في طابقه اللوحة الأجمل. لكنهم جميعاً تشاركوا في غمرة الفرح وعدم معرفة كيفية تفسير هذا الشعور بالكلمات. ربما اكتفيت من براءة تعبير “هدى” وعفوية فتاة أخرى اضطرت للمغادرة؛ إلا أنها لم تخجل من معانقتنا جميعاً فرداً فرداً وكأنها تعبّر بجسدها الطفولي عن امتنانها وبهجتها.
Image
سكب دار الرجاء من ذخره في قلوبنا وجمعنا مع الأطفال على مؤائد الغداء أيضاً قبل أن نستودعهم في زيارتنا الثانية تاركين لهم فتاة تحمل بالوناً وتهيم برشاقة في سماء قمرٍ بلوريٍ يقطر ماساً وأحلاماً.
لقد كان هذا العمل فعلاً حلماً عندما نشتاق إليه نركض إلى ذكريات اللوحة ونستمتع مع بهجة الفتيات بنا من جديد.
معاً نحو مساحات آمنة

No comments:

Post a Comment