لقد كانت رغبة زرع الفرح في بذور "آي ليف أرت" هي هدية
العيد إلى مئتي طفل وطفلة من اللاجئين السوريين. كنا نجلس قبالة البحر
عند المغيب في أحد الأيام الرمضانية نعد الخطط لمشاريعنا المستقبلية.
كانت الألوان
تلعب في أرواحنا ونحن نتشاور عن إمكانية إعدادنا لنشاط مع هذا العدد من الأطفال
ونحن لا نتخطى تسعة أفراد فقط. انطلقنا من شعارنا في نشر المساحات الآمنة
والملوّنة واشركنا عناصر الفنون في تشكيل الإبتسامات واللحظات الإبداعية لهؤلاء
الأطفال.
حملنا عدّتنا توجهنا إلى مركز مؤسسة عامل في حارة حريك بعد ظهر الخميس
الواقع في 25 تموز 2013 حيث كان الأطفال بانتظارنا الى جانب فريق مؤسسة عامل الذي
جهّز لنا القاعات والمواد التي نحتاجها. اتفقنا على خلق خمس محطات تمرّ خلالها
مجموعات صغيرة على التوالي.
هناك في أحد الصفوف جعلنا من الصحون البلاستيكية مأوى
للألوان في حين جلست أكواب الفلين في تعطّش لارتداء اشكال مختلفة من ابداعات
الأطفال قبل أن يحملوها معهم إلى غرفة الزراعة. أردنا أن ندمج فكرة الزراعة
المجازية التي تقوم عليها "اي ليف آرت" في ترك تذكار حسّي متواضع مع كل
طفلٍ بعد مغادرته المركز. هناك استقرت أكياس التربة في انتظار توزيعها داخل
الأكواب الملوّنة التي حملت في معظمها اسماء الأطفال الذين زيّنوها.
جسّد الممر
بين القاعات محطة متميزة تركها فريق "أي ليف أرت" هدية للمركز حيث كانت
المجموعات تتوقف لتتعلّم شيئاً عن الرسم ومزج الألوان وترك بصماتهم الفنية على
أغصان شجرة رمضانية كما يرونها. بعض الأطفال شاركوا وحملوا ريشة الرسم توالياً
والبعض الأخر اكتفى بالاستفسار والتعبير عن فرحته في مراقبة أعضاء من فريقن وهم
برسمون جدارية حية أمامهم. لا يصعب عليك الالتحاق بركب الأطفال في غرفتي التعبير
الحركي والموسيقى حيث كانت هي المساحات الحرّة التي أردناها ان تكون محطات التشكيل
الحسّي والجسدي في اللعب مع الأطفال وتعليمهم بعض الألعاب والتنشيط.
أكثر من ثلاث
ساعات متواصلة مرت كالدقائق قبل أن يعلن آذان المغرب موعد الإفطار. خلت القاعات من
الجميع الذين تجمّعوا سوياً على سطح مبنى مؤسسة عامل. وهناك إكتملت رحلتنا
الرمضانية وودّعنا تلك الوجوه البريئة والباسمة ونحن نغادر بعد تقديمنا هدية شهر رمضان
الفضيل لأولئك الأطفال.
معاً نحو مساحات آمنة
No comments:
Post a Comment